أسباب ضعف الهمة والانصراف عن الإنجاز | الموقع الرسمي للشيخ سلطان الشهري
أسباب ضعف الهمة والانصراف عن الإنجاز
  • الأحد, نوفمبر 17th, 2013
حجم الخط

أسباب التأخرعن ركب العاملين لله :
نوجز بعضاً من الأسباب التي أسأل الله أن يعين من أخذ بها للنهوض بنفسه:

1 – أخطاء تربوية:

نعلم علم اليقين أن التربية ليست محصورة في كيان واحد بل لها مصادرها المتعددة ،فلا شك أن البيت والمدرسة و الحارة والأصدقاء وكافة وسائل الإعلام من مرئي ومسموع ومقروء وغيرها هي مصادر يجب التعرف عليها وعلى أثرها ومدى تأثير بعضها على حساب بعض .
ومن ظن أنه المربي الأول فقد أخطأ. فيجب مراعاة أن لكل نفس ماتهوى ،ولكل مصدر جاذبيته ، ولكل باب أقفاله ومفاتيحه قال تعالى:
{قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ} فقبل أن تطالب بالانضباط في تطبيق طرقك التربوية تأكد أن تربيتك الذاتية لمن تحت يدك على مايرام. وقد نتعرض لاجتهادات كثيرة في أجيال متعددة في طرح طرائق تربوية خاطئة ولعل منها أن الكثير لم يوفق لمصدر تربوي يؤهله للصبر والتحمل ،فالكثير يرى أن الشدة ظلم وقسوة بل هي طاقة داخلية يراها لاحقاً من تربى عليها . والكثير قد يرى أن الحنان حاجة وأحياناً قد تكون شراً محضاً إن تجاوزت حدودها.

2 – انعدام المستشار:

للأسف أن أغلب الناس لايستشير أبداً ويرى أنه على حق وغيره على خطأ ، وقد يكون العكس ولو طلب استشارة لربما كان ممن يطع أكثر من في الأرض قال تعالى:
{وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ } ولم يحفظ عن أبي بكر الصديق أنه أخطأ نظراً لأنه كثير الاستشارة فكان أبو بكر إذا ورد عليه الخصم -أي المختصمون في قضية- نظر في كتاب الله فإن وجد فيه ما يقضي به بينهم قضى به، وإن لم يكن في الكتاب وعلم من رسول الله في ذلك الأمر سنة فقضى بها، فإن أعياه خرج فسأل المسلمين، وقال: أتاني كذا وكذا، فهل علمتم أن رسول الله قضى في ذلك بقضاء؟
فربما اجتمع إليه النفر كلهم يذكر عن رسول الله فيه قضاء فيقول أبو بكر الحمد لله الذي جعل فينا من يحفظ عن نبينا.
فإن أعياه أن يجد فيه سنة عن رسول الله جمع رؤوس الناس، وخيارهم، فاستشارهم، فإن أجمع الناس أمرهم على رأي قضى به.
فيجب أن نتوجه للمستشار الأمين المتخصص و نبحث عن ذلك من مصادره الحقيقية.
حدد مستشارك قبل أن تستشير وانهل ممن خصهم الله بالحكمة فهو الذي يؤتي الحكمة من يشاء قال تعالى
{ يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ }.

3 – آثار المعاصي:

أكثر البشر كمالاً من يتهم نفسه بالتقصير وليس من يزكي نفسه ، و يجب في حالة عدم التوفيق لأمر ما أن ننسبه للذنوب والمعاصي التي قد يكون شؤمها لايخطر ببال أحد.
ومن هنا يأتي التصحيح الصحيح لذلك فمن لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا ، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا ، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ).
وأرى أنه من أهم طرق النجاح دفع مؤاخذة الله لنا وأن نسعى أن لايعاملنا الله بما نحن أهله ، ونسأله أن يعاملنا بما هو أهله سبحانه قال تعالى
: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ }فلا شك أن تطهير النفس من المعاصي من أكبر الأسباب المعينة لأي نجاح حتى لو لم نطرق أسباب النجاح لأننا هنا ابتعدنا عن مصادر الكسل والهوان.
ولعل اتباع السيئة الحسنة تمحها قال صلى الله عليه وسلم :
((واتبع السيئة الحسنة تمحها))فالحسنات يذهبن السيئات قال تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}.

4 – إهمال الأعمال الخيرية:

الأعمال الخيرية من أكبر أسباب توفيق الله للعبد، ومنها حسن الخلق التي تعدل أجر الصائم القائم قال صلى الله وسلم: (إِنَّ المُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصّائِمِ الْقَائِمِ) ويجب معرفة أننا نعيش أزمة أخلاق وتعامل ، فللمرض الروحي أسبابه العلاجية ولكن قد لانجد العلاج للمرض الأخلاقي، ولعل من الأعمال الخيرية التي تعين العبد :
كفالة الأيتام ، والقيام على الأرامل والفقراء والمساكين والضعفاء فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
( أَبْغُونِي ضُعَفَاءَكُمْ فَإِنَّكُمْ إنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ). والصدقات على المحتاجين والوقوف على حاجات الناس هي من أكبر أسباب القوة فبضعفائنا نستقوي ولعل زيارة المريض واستماعك لدعواته من أكبر الغنائم وغيرها.
ومن أكبر الأعمال الخيرية هي هذا المنتدى المبارك ، فقد تم التخطيط لعمل المرأة المسلمة الخيري بكل تحفظ ومراعاة لحقوقها و المحافظة عليها ،فقد تكون غرفتك الخاصة باباً من أبواب الجنة وأنت لاتعلم.

5 – الضعف الداخلي:

هو من أخطر الأسباب لكل ضعفٍ وهوانٍ و تقصير وكسل وتسويف ،والأخطر أن الضعيف داخليا شخص سلبي يائس بائس لايرضى بقدره أحيانا ،فيكثر من قول لو التي تفتح عمل الشيطان ويحاسب على الصغيرة قبل الكبيرة ، ويسيء الظن لأن الدنيا من حوله ظلامٌ كلها ، ويتذمر كثيراً ويكثر من اللوم والتأنيب ،وينسب الخطأ لغيره – وهو من أكمل الخلق – ويرى عيوب غيره بدقة متناهية بينما عيوبه لايأنف منها .
فكيف يتخطى هذا ويعمل وهو مدمر مهزوم داخلياً؟!

6 – الروتين:

هو من الأسباب الجوهرية التي لانرى أثرها المباشر عياناً، والجدول اليومي المتكرر هو سلاح مدمر، فيجب التغيير والتخطيط لساعات المرح كما نخطط لساعات العمل . فالراحة هي أساس العمل الناجح والعكس غير صحيح ، فالعمل المتواصل قد يكون سببا لتوقفه نهائيا فهي ساعة وساعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(روحوا القلوب ساعة فساعة).(1)

7 – عدم التدريب:

قد لايوفق الكثير منا لتدريب نفسه على العمل والحيوية والنشاط إلا من باب المصادفة ، فلعل دعوة من أحد المعارف لممارسة عمل ما قد تنشل الشخص من وضعه الراهن الجامد الخامل إلى وضع حيوي يؤهل للتطور التدريجي في النهوض بنفسه لمصاف الأقوياء.
ولكن السؤال هل نخطط لذلك أم أننا ننتظر السماء أن تمطر ذهبا !
فسن الشباب سن حركة ونشاط، فالشاب يحتاج لذلك و الجمود الزائد يقتله والعكس صحيح ، فكبير السن بحاجة لكثرة الجلوس والاسترخاء فيجب مراعاة ذلك مع الإلمام أن لكل قاعدة شذوذ فليس على كل الأحوال أن ينطبق كلامنا على كل الناس فقد يحدث العكس أن الكهل أكثر حركة وحيوية من الشاب ولكنه نادر.

8 – سرعة الملل:

يجب أن نعلم أن من طبيعة النفس البشرية سرعة الملل ،فالملل عدو قاتل للنجاح ويجب أن نهتم بكسر الملل بالتجديد في كل شيء في حياتنا.
قد لا تتوقع أن تغيير الحذاء أحيانا جالب للسرور لقلبك ليس لأنه حذاء بل لأنه تجديد. فيجب أن نسعى للتجديد في كل شيء في حياتنا ما استطعنا لذلك سبيلاً ، بلا سرف أو بذخ ولكن يجب أن تعلم أن الأشياء التافهة قد تكون مفرحة في حال تجديدها . انظر إلى وجه كبير السن حينما تهديه هدية متواضعة صغيرة يضعها في جيبه لكنها تعمر قلبه بالسعادة ،فيتجدد جسده و حياته بالقوة.

9 – عدم مخالطة الناجحين:

فلا شك أن مخالطة أي شخص يعكس على شخصية من يخالطه بكل مالديه ، فهو كالإناء الذي تشربه ، تأكد أن كل شيء سيخرج منه إلى أعماقك ،فاحرص على الناجح الصالح لعله يكمل جانب الضعف فيك ويعزز قوتك.

10 – العشوائية المبعثرة وعدم تنظيم الحياة:

معرفة طرق التنظيم لاشك أنها تنهض بك في كافة شؤون حياتك

فمهما تطورت الطرائق والوسائل فلا نستطيع تجاوز مفكرة الجيب، ضع في كل صفحة مهامك الأساسية ورقمها ،و في حالة إنجازها ضع علامة صح .لديك واجبات ومهام مع الله ،ثم مع نفسك ،ثم مع عملك وعلمك و أقاربك وأصدقائك تأكد أنك لست وحدك ولكنك بحاجة لقيادة السفينة بمهارة فلو تركتها لتاهت في البحر ولهلكت وأهلكت. طالما قلنا أساس النجاح ورقة وقلم تأكد أنك إذا سجلتها فقد أنجزتها ،لأنها ستظل حاضرة في ذهنك وتحفز الجوانب الإيجابية في شخصيتك التي كانت خاملة وتدحر الجوانب السلبية بكل قوة ،
وما توفيقي إلا بالله.

 

منتديات الشيخ عبدالله الخليفة
http://www.alkhalefaa.com/vb/index.php

 

 

مواضيع قد تعجبك


أترك تعليق