الرد على من أنكر تلبس الجن بالإنس | الموقع الرسمي للشيخ سلطان الشهري
الرد على من أنكر تلبس الجن بالإنس
  • الأحد, يناير 3rd, 2016
حجم الخط

الكاتب / عبدالله الخليفة

الرد على من أنكر تلبس الجن بالإنس

ينكر البعض من الناس إمكانية دخول الجن في بدن الإنس .. وقد ظهرت عبر التاريخ الإسلامي القديم والمعاصر الكثير من الخلافات بين العلماء حول إمكانية حدوث ذلك .. وصل إلى أن أنكر البعض ورود أدلة صحيحة وصريحة في الكتاب والسُنة تؤكد حدوث ذلك .. ولإيضاح جانب من هذا الخلاف الذي امتد في بعض الأحيان إلى إنكار البعض لقدرة العلاج القرآني على الشفاء وعلاج الأمراض النفسية والعضوية من الأساس .

ونحن هاهنا نورد عدداً من الأدلة الشرعية الواردة في صحيح البخاري ومسلم التي أجمع علماء الأمة على صحة ما جاء فيهما من أحاديث ، كما نعرض لرؤية عملية أثبتت في المختبرات عن حقيقة تأثير العلاج القرآني في السلوك الفسيولوجي للإنسان.

تـلـبــس الـجــن لـلإنـــس

من الأدلة الشرعية التي تؤكد دخول الجني في بدن الإنسي الحديث الذي رواه مسلم : ” إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فمه فإن الشيطان يدخل ” . والحديث الآخر الذي رواه مسلم حيث قال : ” إذا استيقظ أحدكم من منامه فليستنثر ثلاث مرات فإن الشيطان يبيت على خياشيمه “. وكذلك حديث ابن أبي العاص عندما اشتكى إلى النبي أنه كان يأتيه شيء يصرفه عن صلاته فقال ” ذاك الشيطان ” ثم ضرب صدر ابن أبي العاص ونفث في فمه وقال : ” أخرج عدو الله” ثلاثاً.

وفي الجزء التاسع من فتح الباري نقرأ عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخاً من مس الشيطان إياه إلا مريم وأبنها” .. ثم يقول أبو هريرة : واقرأوا إن شئتم { وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم }. كذلك راجعوا حديث ابن عباس في البخاري في قصة أم زفر – رضي الله عنها – التي كانت تصرخ من الجن.

والذين ينكرون دخول الجن في بدن الإنس وقالوا : إن طبيعة الجن تختلف عن طبيعة الإنسان ، فالجن مخلوق من نار ، والإنس مخلوق من طين ، فقد قال القاضي بدر الدين : ومما يدل على أن الجن ليسوا بباقين على عنصرهم الناري قول النبي: ” إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي ” ( رواه مسلم والنسائي عن أبي الدرداء).

وبيان الدلالة منه أنهم لو كانوا باقين على عنصرهم الناري ، وأنهم نار محرقة لما احتاجوا إلى أن يأتي الشيطان أو العفريت منهم بشعلة أو بشهاب من نار ولكانت يد الشيطان أو العفريت أو شيء من أعضائه إذا مس أبن آدم أحرقه .. وقال الإمام الذهبي : والجن أجسام لطاف وغير مستنكر اختلاط الجني بروح الإنسي كاختلاط الدم والبلغم في البدن مع كثافته.

وقد ثبت في السُنة النبوية أن الملائكة أرواح عاقلة وأجسام حقيقية ، ومع اختلاف طبيعتهم عن البشر فمنهم من وكله الله تعالى بالدخول في باطن الأنثى لتخليق النطفة وتصويرها ، وكتابة الأرزاق ، والأقدار ، والآجال .

عن حذيفة بن أسيد يبلغ به النبي قال : ” يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم بأربعين أو خمس وأربعين ليلة ، فيقول : يا رب أشقي أو سعيد ؟ فيكتب ، فيقول : أي رب أذكر أم أنثى ؟ فيكتب ، ويكتب عمله وأثره وأجله ورزقه ، ثم تطوى الصحيفة فلا يزاد فيها ولا ينقص (رواه مسلم).

وثبت في السُنة خروج هذا الملك من باطن الأنثى ، على أثر الانتهاء من تخليق النطفة ، وتصويرها ، ومعه صحيفة القدر في يده .. عن عامر بن واثلة قال : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” إذا مر بالنطفة اثنان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً فصورها وخلق سمعها وبصرها ، وجلدها ولحمها ، وعظمها ، ثم قال : يا رب اذكر أم أنثى ؟ فيقضي ربك ما يشاء ، ويكتب الملك ، ثم يقول : يا رب أجله ؟ فيقضي ربك ما يشاء ، ويكتب الملك ، ثم يقول : يا رب رزقه ؟ فيقضي ربك ما يشاء ويكتب الملك ، ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده ، فلا يزيد على ما أمر ولا ينقص ” (رواه مسلم).

الــخــلاف الــشـهـيــر

ولعل من أبرز الخلافات التي حدثت في قضية تلبس الجن بالإنس في الوقت الحاضر ، هو ذلك الخلاف الذي فجره رأي للدكتور علي بن مشرف العمري الذي كان من أشهر القراء المعالجين من الجن ، ثم فجر قنبلة مدوية عندما أنكر دخول الجن في بدن الإنس ، وصرح عبر وسائل الإعلام بأن الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – قد أيده في ذلك.

بدأت هذه القضية في العام 1416 هـ عندما قال الشيخ العمري :

  • إن القرآن ليس شفاء لجميع الأمراض العضوية والنفسية
  • أتحدى معالجة السرطان بالقرآن
  • إن جريان الشيطان من آدم مجرى الدم جريان غير حسي ولو سلمنا جدلاً بأنه جريان حسي فهو خاص بالموسوس لأن الرسول ذكره في الموسوس
  • لا يمكن أن يتلبس الجني بالإنسي
  • إخراج الجني من بدن الإنسان إدعاء كاذب
  • ابن باز شيخي وقد أقرني على مذهبي الجديد

وقد رد الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – على العمري في نفس العام وقال : ” إن ما ذكره عني علي المذكور من تصحيح مذهبه ، قول باطل وكذب لا أساس له من الصحة ، وقد نصحته حين أجتمع بي منذ سنة أو أكثر أن يفصل القول في ذلك وأن يعترف بتلبيس الجني بالإنسي ، كما هو الحق الذي أجمع عليه العلماء ونقله أبو الحسن الأشعري عن أهل السُنة ونقله شيخ الإسلام ابن تيميه عن جميع أهل العلم كما في الفتاوي ج19 من ص9 إلى ص65 ، وقد أوضحت لعلي المذكور أنه ليس كل ما يدعيه الناس من تلبس الجني بالإنسي صحيحاً ، بل ذلك تارة يكون صحيحاً في بعض الأحيان ويكون غير صحيح في أحيان أخرى بسبب أمراض تعتري الإنسان في رأسه تفقده الشعور فيعالج ويشفى ، وقد لا يشفى ويموت على اختلال عقله ، وقد يختل العقل بأسباب وساوس كثيرة تعتري الإنسان ، فالواجب التفصيل ، وقد أوضح ذلك ابن القيم – رحمه الله – في ” زاد المعاد ” ، وقد حصل لشخص من سكان الدلم ، حين كنت في قضاء الخرج ، خلل في عقله فلما عرض على المختصين ذكروا أن سبب ذلك فتق في الرأس فكوى وبرئ من ذلك بإذن الله ، وهذا نص كلام شيخ الإسلام – رحمه الله – في الفتاوى في المجلد المذكور قال ما نصه بعد كلام سبق. ولهذا أنكر طائفة من المعتزلة كالجبائي وأبي بكر الرازي وغيرهما دخول الجني في بدن المصروع ، ولم ينكروا وجود الجن ، إذ لم يكن ظهور هذا في المنقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، كظهور هذا ، وإن كانوا مخطئين في ذلك ، ولهذا ذكر الأشعري في مقالات أهل السُنة والجماعة أنهم يقولون أن الجني يدخل في بدن المصروع كما قال تعالى : { الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس }.

وقال عبدالله بن الإمام أحمد ، قلت لأبي : إن قوماً يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي ، فقال : يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه ، وهذا مبسوط في موضعه ، وقال أيضاً – رحمه الله – في المجلد الرابع والعشرين من الفتاوى ص 276-277 ما نصه : وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنُة رسوله ، واتفاق سلف الأمة وأئمتها ، وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السُنة والجماعة ، قال الله تعالى : { الذي يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس}. وفي الصحيح عن النبي : ” أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ” . إلى أن قال – رحمه الله : وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع ، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب فقد كذب على الشرع وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك .. الخ ، وبما ذكرنا يعلم بطلان ما ذهب إليه علي المذكور ، من إنكار دخول الجني في بدن الإنسان ، ويعلم كذب علي في دعواه إني صدقته في ذلك وصححت مذهبه ، وقد كتبت في ذلك رداً على من أنكر دخول الجني في بدن الإنسي منذ سنوات ونشر ذلك في كتابي ، مجموع فتاوى ومقالات متنوعة ، في المجلد الثالث ص 299 إلى ص 308 ، فمن أحب أن يطلع عليه فليراجعه في محله المذكور ، وأما قول علي المذكور ، لو أنكر علي لرد علىّ ، فجوابه أنه ليس كل ما نشر في الصحف من الأخطاء أطلع عليه لكثرة ما ينشر في الصحف وكثرة مشاغلي عن الإطلاع على ذلك ، والله ولي التوفيق ونسأله سبحانه أن يحفظنا من الخطأ والزلل في القول والعمل ، وأما إنكار علي المذكور لكون القرآن الكريم شفاء لبعض الأمراض البدنية فهو أيضاً قول باطل ، وقد أوضح الله سبحانه أن كتابه شفاء في كتابه العظيم ، فقال سبحانه في سورة بني إسرائيل : { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا }. وقال سبحانه في سورة فصلت { قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء} الآية.

والآيتان الكريمتان المذكورتان تعمّان شفاء القلوب وشفاء الأبدان ، ولكن لحصول الشفاء بالقرآن وغيره شروط وانتفاء موانع في المعالج والمعالج ، والدواء فإذا توفرت الشروط وانتفت الموانع حصل الشفاء بإذن الله كما قال النبي : ” لكل داء دواء ، فإذا أصاب دواء الداء برئ بإذن الله ” . وكثير من الناس لا تنفعه الأسباب ولا الرقية بالقرآن ولا غيره لعدم توفر الشروط وعدم انتفاء الموانع ، ولو كان كل مريض يشفى بالرقية أو بالدواء لم يمت أحد ، ولكن الله سبحانه وتعالى هو الذي بيده الشفاء ، فإذا أراد ذلك يسر أسبابه وإذا لم يشأ ذلك لم تنفعه الأسباب.

وقد ثبت عنه من حديث عائشة – رضي الله عنها – أنه كان إذا اشتكى شيئاً قرأ في كفيه عند النوم سورة ” قل هو الله أحد ، وسورة قل أعوذ برب الفلق ، وسورة قل أعوذ برب الناس ” ثلاث مرات ، ثم يمسح بهما على ما استطاع من جسده في كل مرة بادئاً برأسه ووجهه وصدره . وفي مرض موته عليه الصلاة والسلام ، كانت عائشة – رضي الله عنها – تقرأ هذه السور الثلاث في يديه عليه الصلاة والسلام ، ثم تمسح بهما رأسه ووجهه وصدره ، رجاء بركتهما وما حصل فيها من القراءة فتوفي في مرضه ، ذلك لأن الله سبحانه وتعالى لم يرد شفاءه من ذلك المرض لأنه قد قضى في علمه سبحانه وقدره السابق أنه يموت بمرضه الأخير عليه الصلاة والسلام ، وثبت عنه أنه قال : ” الشفاء في ثلاث : شربة عسل أو شرطة محجم أو كية نار ، وما أحب أن اكتوي ” .. ومعلوم أن كثيراً من الناس قد يعالج بهذه الثلاث ولا يحصل له الشفاء لأن الله سبحانه لم يقدر له ذلك وهو سبحانه الحكم العدل ما شاء كان ولم يشأ لم يكن.

وفي الصحيحين أن ركباً من الصحابة رضي الله عنهم مروا على قوم من العرب وقد لدغ سيدهم ، فسعوا له بكل شيء لينفعه ، فسألوا الركب المذكور هل فيكم راق فقالوا : نعم ، وشرطوا لهم جعلاً على ذلك فرقاه بعضهم بفاتحة الكتاب فشفاه الله في الحال ، وقام كأنما نشط من عقال . فقال الذي رقي لأصحابه : لا نفعل شيئاً في الجعل حتى نسأل النبي ، وكان أصحاب اللديغ لم يضيفوهم ، فلهذا شرطوا عليهم الجعل ، فلما قدموا على النبي أخبروه بما فعلوا ، فقال : ” قد أصبتم وأضربوا لي معكم بسهم ” ففي هذا الحديث الرقية بالقرآن ، وقد شفى الله المريض في الحال ، وصوبهم النبي في ذلك وهذا من الاستشفاء بالقرآن من مرض الأبدان وقد أخبر الله سبحانه في آية أخرى في سورة يونس إن الوحي شفاء لما في الصدور ، وهي قوله سبحانه وتعالى : { يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين } . وكون القرآن شفاء لما في الصدور لا يمنع كونه شفاء لمرضى الأبدان ، ولكن شفاءه لما في الصدور أعظم الشفائين وأهمهما ، ومع ذلك فأكثر الناس لم يشف صدره بالقرآن ، ولم يوفق للعمل به ، كما قال تبارك وتعالى : { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا } ، وذلك بسبب إعراضهم عنه وعدم قبول الدعوة إليه . وقد قام النبي في مكة ثلاث عشرة سنة يعالج المجتمع بالقرآن ويتلوه عليهم ويدعوهم إلى العمل به فلم يقبل ذلك إلا القليل كما قال الله سبحانه وتعالى : { ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً من المؤمنين} وقال سبحانه  : { وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين } , فالقرآن شفاء للقلوب والأبدان ، ولكن لمن أراد الله هدايته ، وأما من أراد الله شقاءه فإنه لا ينتفع بالقرآن ولا بالسُنة ولا بالدعاء إلى الله سبحانه لما سبق في علم الله من شقائه وعدم هدايته ، كما قال سبحانه : { ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين } . وقال سبحانه في سورة التكوير :{ فأين تذهبون إن هو إلا ذكرى للعالمين لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين } . والآيات في هذا المعنى كثيرة ، وهكذا الأحاديث الصحيحة .

وأما تأويل علي بن مشرف لحديث ” أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ” بأنه على سبيل الاستعارة كما حكاه الحافظ بن حجر في الفتح عن بعضهم أو أن ذلك بالنسبة لبعض الموسوسين كما قاله علي المذكور ، فهو قول باطل . والواجب إجراء الحديث على ظاهره وعدم تأويله بما يخالف ظاهرة لأن الشياطين أجناس لا يعلم تفاصيل خلقتهم وكيفية تسلطهم على بني آدم إلا الله سبحانه وتعالى . فالمشروع لكل مسلم الاستعاذة به سبحانه من شرهم والاستقامة على الحق واستعمال ما شرعه الله من الطاعات والإذكار والتعوذات الشرعية ، وهو سبحانه الواقي والمعيذ لمن استعاذ به ولجأ إليه لا رب سواه ولا إله غيره ولا حول ولا قوة إلا به ، ونسأل الله سبحانه إن يثبتنا على دينه وإن يعذنا وجميع المسلمين من اتباع الهوى ونزغات الشيطان ، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته وأن يوفق المسلمين لكل خير وأن يمنحهم الفقه في الدين ، وأن يولي عليهم خيارهم وأن يصلح قادتهم إنه سميع قريب ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

ولعل في رد الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – على الدكتور علي العمري ما سيكون كافياً بإذن الله لدحض حجة كل من يدعي خلاف ذلك ويبين الحقيقة من خلال الاستناد على الثوابت الشرعية المنقولة والصحيحة بإذن الله .

إنكار الدخول لاختلاف الطبيعة حجة باطلة مردود عليها

********

إثبات الدخول وارد في القرآن وفي صحيح البخاري ومسلم

العلاج القرآني في تجربة أمريكية

ولبيان أثر العلاج القرآني في الشفاء والتداوي من الأمراض أشير هنا إلى التجربة التي قامت بها إحدى المؤسسات العلمية الطبية الإسلامية ، وهي مؤسسة العلوم الطبية الإسلامية بمدينة ” بنما سيتي ” بولاية فلوريدا الأمريكية التي أبدت لسنوات طويلة اهتماماً متزايداً بالقوة الشفائية للقرآن الكريم ، والتي وردت الإشارة إليها في القرآن نفسه في أكثر من موضع ، قال تعالى : { يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين } (يونس:57) وقال تعالى : { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا } (الإسراء:82) . ويقول أيضاً : { … أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء } (فصلت 44 ).

وحول هذه الآيات الكريمات وغيرها دارت التفسيرات والتأويلات والآراء والاجتهادات لتبين لكل مسلم ويرى بالعين ما لم يره السابقون من إعجاز الهي في هذا الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . ويبرز السؤال : كيف يحقق القرآن تأثيره في الشفاء ؟ وهل هذا التأثير عضوي أو روحي ، أم خليط من الاثنين معاً ؟

وقد أجرت المؤسسة “210” تجارب على خمسة متطوعين أصحاء متوسط أعمارهم “22” سنة ..

  • 85 تجربة تليت فيها على المتطوعين قراءات قرآنية عربية مجودة
  • 85 تجربة تليت فيها على المتطوعين قراءات عربية غير قرآنية مجودة .
  • و 40 تجربة لم يستمع المتطوعون فيها لأي قراءة

يقول الدكتور الباحث أحمد القاضي – رئيس المركز الإعلامي بمؤسسة العلوم الطبية الإسلامية بمدينة ” بنما سيتي ” : كان هدف المرحلة الأولى من البحث في هذا المجال ، هو إثبات ما إذا كان للقرآن أي أثر على وظائف أعضاء الجسد البشري وقياس هذا الأثر إن وجد . وقد استخدمت أجهزة إلكترونية مزودة بالكمبيوتر لمراقبة وقياس أي تغيرات فسيولوجية عند المتطوعين أثناء استماعهم لتلاوات قرآنية ، وقد تم تسجيل وقياس أثر القرآن عند عدد من المسلمين المتحدثين بالعربية ، وغير العربية ، وكذلك عند عدد من غير المسلمين . وبالنسبة لغير المتحدثين بالعربية مسلمين كانوا أو غير مسلمين ، فقد تليت عليهم مقاطع من القرآن الكريم باللغة العربية ، ثم تليت عليهم ترجمة هذه المقاطع بالإنجليزية.

وفي هذه المجموعات أثبتت التجارب المبدئية التي أجريت في عام 1965 وجود أثر مهدئ للقرآن في 97% من التجارب في شكل تغيرات فسيولوجية تدل على تخفيف درجة توتر الجهاز العصبي التلقائي . ويمكن أن يعزي ظهور هذا التأثير للقرآن الكريم إلى عاملين :

الأول : هو صوت الألفاظ القرآنية باللغة العربية بغض النظر عما إذا كان المستمع قد فهمها أو لم يفهمها ، وبغض النظر عن إيمان المستمع.

الثاني : هو فهم المقاطع القرآنية التي تليت حتى ولو كانت مقتصرة على التفسير بالإنجليزية ، بدون الاستماع إلى الألفاظ القرآنية باللغة العربية.

ومن هذه النتائج المبدئية تضمنت المرحلة الثانية في سلسلة البحوث القرآنية لهذه المؤسسة الإسلامية عدداً من الدراسات المقارنة لمعرفة ما إذا كان أثر المهدئ للتوتر ، وما يصحبه من تغييرات فسيولوجية عائداً فعلاً للتلاوة القرآنية ، وليس لعوامل غير قرآنية مثل صوت ، أو نبرة القراءة بالعربية ، أو لمعرفة السامع بأن ما يقرأ عليه هو جزء من آيات الله القرآنية.

ولتحقيق هذا الافتراض العلمي من عدمه ، أمكن استخدام جهاز خاص مزود بالكمبيوتر يقوم بقياس ردود الفعل الدالة على التوتر بوسيلتين :

الأولى : الفحص النفسي المباشر عن طريق الكمبيوتر

الثانية : مراقبة وقياس التغيرات الفسيولوجية في الجسد عن طريق ما يأتي :

1ـ برنامج لكمبيوتر يشمل الفحص النفساني ومراقبة وقياس التغيرات وطباعة تقرير النتائج .

2ـ أجهزة مراقبة إلكترونية مكونة من أربع قنوات :

  • قناتان لقياس التيارات الكهربائية في العضلات معبرة عن ردود الفعل العصبية .
  • قناة لقياس قابلية التوصيل الكهربائي للجلد.
  • قناة لقياس كمية الدورة الدموية في الجلد ، وعدد ضربات القلب ، ودرجة حرارة الجلد .

فمع زيادة وتخفيض درجة حرارة الجلد تسرع ضربات القلب . ومع الهدوء ونقصان التوتر تتسع الشرايين ، وتزداد كمية الدم الجاري في الجلد . ويتبع ذلك ارتفاع في درجة حرارة الجلد ونقصان في ضربات القلب.

كان المتطوعون في التجربة : 3 ذكور و2 إناث ، ومنذ التجارب الأولى في المرحلة الثانية ظهر بوضوح إن الجلسات الصامتة لم يكن لها أي تأثير مهدئ لتوتر ، فاقتصرت التجارب المتأخرة على جلسات الاستماع بنوعيها ، مع مراعاة تغيير ترتيب القراءات القرآنية بالنسبة للقراءات غير القرآنية بصفة مستمرة ، فمرة تكون القراءة القرآنية سابقة للأخرى ، ثم تكون تالية لها في الجلسة التالية ، أو العكس دون علم أفراد التجارب.

وقد استطاعت المراقبة الدقيقة لأجهزة الكمبيوتر أن تأتي بنتائج واضحة يمكن الاعتماد عليها كمؤشرات لمتغيرات ثابتة تبدأ من عندها أي تجارب مستقبلية ، حيث أثبتت القياسات المسجلة نتائج إيجابية بنسبة 65% في تجارب القراءات القرآنية. وهذا يدل على أن الجهد الكهربائي للعضلات كان أكثر انخفاضاً تأكيداً على أثر مهدئ للتوتر . بينما ظهر هذا الأثر في 35% فقط من تجارب القراءات غير القرآنية.

وقد أمكن تكرار هذه النتائج الإيجابية للألفاظ القرآنية على الرغم من إعادة تغيير ترتيبها بالنسبة للقراءات الأخرى ، مما أكد الثقة بهذه النتائج مرة ثالثة ، مما يفتح مجالاً جديداً وواسعاً لعدد كبير من الافتراضات والاحتمالات المستقبلية .

واستناداً إلى القواعد الطبية الثابتة التي تقرر : إن التوتر يؤدي إلى نقص المناعة ضد أي مرض ، فإنه من المنطق – على حد قول الدكتور أحمد القاضي – افتراض أن التأثير القرآني المهدئ للتوتر يمكن أن يؤدي إلى تنشيط وظائف المناعة في الجسم ، والتي بدورها ستحسن من قابلية الجسم لمقاومة الأمراض المعدية والسرطانية وغيرها . وهاهي منتديات الشيخ عبدالله الخليفة لأكبر شاهد على تلبس الجن بالإنس والطريقة المثلى للمعالجة بالقرآن والطب النبوي.

عبدالله الخليفة

الوسوم:, ,

مواضيع قد تعجبك


أترك تعليق