الدرر المنتقاة من صفات وأخلاق الرقاة الشرعيين | الموقع الرسمي للشيخ سلطان الشهري
الدرر المنتقاة من صفات وأخلاق الرقاة الشرعيين
  • الأربعاء, سبتمبر 2nd, 2020
حجم الخط

الكاتب / عارف بن محمد الشميري

🔹 الراقي الشرعي المخلص هو الذي يتخلق بأخلاق الإسلام وأخلاق الفضلاء وطلبة العلم والمصلحين والدعاة إلى الله.

🔹الراقي الشرعي يفترض به أن يكون منقذاً ومُخَلصاً بالفعل لدين وعقول وأبدان وأموال وعلاقات وأعمال المرضى وليس العكس.

🔹الراقي المخلص يستغل مجاله لدعوة المرضى إلى الله ، فيهتم بتصحيح معتقدهم وتحقيق توحيدهم لله تعالى ، ويحذرهم من الشركيات العقدية والقولية والفعلية ، ويعمل على تقويم دينهم وسلوكهم وأخلاقهم ، ويعتبر ذلك شرطاً أساسياً من شروط التداوي بالقرآن والرقى الشرعية.

🔹الراقي الشرعي يستمد قوة علاجه من كلام الله ، الذي لو نزل على الجبال صدعها ، ويستعين على الجن والشيطان والسحرة بالله وحده ، فيعالجهم بمحكم آياته وبالتضرع والإلحاح له بالدعاء ، ولا يستمد قوته من الجن ، ولا يستعين بهم ولا يتعامل معهم في دفع الشياطين حتى وإن قدموا له عروضاً لمساعدته على ذلك لأنه يدرك أن ذلك شرك وأستدراج وأنحراف ، فلايسألهم ولا يثرثر معهم ولا يصدقهم ، ويحذر مرضاه من تصديقهم والركون إليهم.

🔹الراقي المتجرد يعلق المرضى بالله وحدة ، ويصحح عقيدة مرضاه الذين يعتقدون أن العلاج بيد الراقي ، ويبين لهم بأن الشفاء بيد الله سبحانه وبحوله وقوته ، وليس بشخصه وقدراته وخبراته وقوته ، أوبفتوته وضخامة عضلاته ، وطول لحيته وصلاحه وكثرة عبادته ، وأنه سبب من الأسباب قد يجعل الله الشفاء على يديه ، وقد لا يكتب الله ذلك.

🔹الراقي الشرعي يحث مرضاه على التوبة والإقبال على الله والألتجاء إليه والتعلق بحباله، و الإكثار من ذكره ومن تلاوة القرآن وعلى الإلحاح والتضرع إلى الله بالدعاء والاستغفار والتوبة والإنابة.

🔹 الراقي الشرعي يوجه المرضى ويرشدهم الى الإستقامة والإلتزام ويحذرهم من المعاصي والذنوب وإتباع الهوى والشهوات ، ويحثهم على التحلل من مظالم الخلق ، ومن حقوقهم وأموالهم ومن المال الحرام ، وعلى تطيب المأكل والمشرب ، ويجعل ذلك شرطاً من شروط العلاج بالقرآن .

🔹يحثهم على حسن التوكل على الله والثقة به ، والرضى والتسليم بأقداره ، من دون تذمر أو تسخط أو جزع ، ويحثهم على التفاؤل وقوة العزيمة والإرادة ، والمعنويات العالية ، والصبر والمصابرة والمرابطة والمتابعة  ، وعلى الاستقامة والإلتزام ، وعلى علاج أنفسهم بتكثيف جلسات الرقية بشكل يومي ومتتابع من دون تقطع ، مع استخدام الأدوية المباحة المكمله والمساعدة مع ذلك، والإستمرار في ذلك حتى حصول الشفاء بإذن الله .

🔹الراقي الشرعي يستشعر معاناة المرضى ويحس بألالامهم ومعاناتهم ، ويضع نفسه مكانهم، ويتفهم واقعهم وحالهم ، فيسمع لهم ويخفف عنهم ويصدقهم القول ، ويتعهدهم بالنصح والتوجيه والإرشاد ، ويصبر عليهم ويتحمل أذاهم.

🔹والراقي الشرعي المخلص يرفع من معنويات مرضاه أذا رئاهم يائسين و محبطين و مستسلمين ومتخاذلين ومتقاعسين عن علاج أنفسهم بالطريقة الصحيحة .

🔹ويَصّدقهم في التشخيص والعلاج، ولا يوري عنهم مرضهم الحقيقي بقصد الخوف عليهم من صدمة التشخيص ، فيتستر الشيطان بتوريته ويتقوي به عليهم.

🔹ولا يهول ويعظم لهم من أثر المرض لدرجة التثبيط وبث اليأس والاحباط ، بل يهونه في نظرهم ، إذا ما أستقووا بالله وإلتزموا بشرعه وعملوا بالإسباب المشروعة للتضييق عليه حتى الوصول إلى العافية .

🔹 ولا يبسط لهم المرض للدرجة التي تؤدي إلى ركونهم وتماهيهم وتعايشهم معه وإهمالهم له وترك التداوي منه بالطرق الصحيحة لإقتناعهم ببساطة المرض ، حتى لا يستفحل ويتمكن ويتجذر مع مرور الأيام ، فيتطلب التخلص منه مرحلة أطول للعلاج .

🔹 الراقي المخلص يعتبر عمله رسالة سامية يجب عليه أدائها على أكمل وجه ، ويجتهد في تقديمها للناس و إيصالها على أجمل وأبهى وأنقى وأنصع صورة ، ويحرص على سمعة هذا المجال والقائمين عليه ، ويحمل همّ حماية وصيانة هذا العلم ، فيحذر ويحذر من كل التجاوزات والإنحرافات الدخيلة على العلاج بالقرآن والتوسعات الغير محمودة والتي تفضي إلى حرف مسار الرقية ، و إلى الإساءة إلى سمعة الرقية وأهلها ، بتجاوز الضوابط والطرق الشرعية في العلاج ، وإدخال طرق وأساليب إجتهادية مستحدثة ليست من الرقية والإعتماد عليها في العلاج ، وإهمال جانب الرقية الصحيحة التي أخذناها من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.

🔹الراقي الشرعي المتجرد لا يغتر بنفسه ولا يتبجح بعمله وقدراته ، فيدعي أن عنده علم لم يطلع عليه أحد من العالمين ، وأنه صاحب ملكة وكرامة ربانية ، وأنه قد أعطي العلم اللدني ، وأنه مُلهم وموفق وله سلطة على الجن، وأن له قدرات و معجزات خارقة في العلاج قد منحه الله إياها دون غيره من الرقاة والمعالجين ، وأنه قد إكتسبها بالفطرة أو بالايحاء أو بالإلهام الإلاهي من غير تَعَلم ، فالراقي الشرعي لا يدعي إدعاء المغرورين والمفتونين والمعجبين بأنفسهم وعملهم  ، الذين أستهوتهم الشياطين فلبَست عليهم ظنهم  فصدقوها.

🔹الراقي الشرعي لا يعالج بالطاقة ولا يدعي العلاج باللمسة الشفائية و بالبينة ، ولا يشخص بالبصمة ، ولايُلبس على الناس فيدخل عليهم معتقدات وثنية كالإيمان بوجود الطاقة الكونية وقانون الجذب وأعتقاد أن هناك طاقة سلبية تسحب بما يسمونه اللمسة الشفائية الإيجابية ، ولا يدعي أن هناك جسد أثيري وهالة طاقية حول الجسم ، وشكرات مستقبلة للطاقة الكونية السلبية ، وما إلى ذلك من المعتقدات البوذية والطاوية الباطلة .

🔹الراقي الشرعي عزيزُ نفسٍ وكريمُ طبعٍ ، ومتعفف فلا ينظر إلى ما في أيدي المرضى وإلى جيوبهم ، فيعاملهم على هذا الأساس .

🔹ولا يطمع بكثرة أموالهم ، فينتهز حاجتهم إليه ويتحايل لإستغلالهم وأستدرار أموالهم .

🔹ولا ينظر إلى مكانتهم وجاههم فيجاملهم على حساب الضعفاء والمساكين من المرضى .

🔹ولا يهتم بهم رجاء الحصول على الفائدة المادية التي ستلحقه منهم فقط ، بل يخلص في علاجهم .

🔹و يتعامل مع الفقراء والأغنياء من المرضى بمستوى ومنظور واحد .

🔹ويعتبر أخذه للأجرة وسلية للإستمرار في عمله وسد حاجته ومطلباته ، وليست غاية للتكسب ،
وإذا رأى أن حالة مرضاه المادية تعيقهم عن الإستمرار في العلاج والمتابعة وستجعلهم ينقطعون عنه، يبادر بالتعاون معهم، ويدلهم على أيسر وأسهل الطرق وأقلها تكلفة عليهم، ولا يرد أو يهمل المرضى الذين لايجدون أجرة جلسات الرقية ، بل يعتبر الإهتمام بهم صدقةً سيدفع الله بها عنه كيد السحرة والشياطين.

🔹 الراقي المخلص لا يجزم فيحدد مدة ووقت و عدد الجلسات للوصول إلى الشفاء التام .

🔹 الراقي المخلص إذا أشكلت عليه حالة من الحالات وأحتار في أمرها أو عجز عن علاجها يحيلها إلى من هو أخبر منه من أهل الباع الطويل ليبري ذمته وينفع مريضه.

🔹الراقي المخلص تجده متواضعاً ويرى نفسه أنه ما زال طالباً وبحاجة الى التعلم والإستفادة ، مهما بلغ من العلم ومهما طالت  خبرته وممارسته ، ولا يغتر فيستغني عن طلب العلم والإستفادة من أقرانه وممن هم أعلم منه ،  قال سعيد بن جبير رحمه الله  : ( لا يزال الرجل عالما ماتعلم فإن ترك التعلم وظن أنه استغنى وأكتفى بما عنده فهو أجهل ما يكون).

🔹لايغتر ولا يتباهى ولايتفاخر بإنجازاته وبعدد المرضى الذين قد شفوا على يديه ، فالشفاء بيد الله وحده وما هو إلا سبب قد قدر الله على يديه الشفاء بفضله و توفيقه و مّنه جل وعلا .

🔹 الراقي الشرعي لا يختزل الحق والصواب في خبرته وتجاربه ومعرفته ورأيه في مسائل الرقية الإجتهادية التي ليس عليها دليل شرعي ، والتي لا تتصادم مع الأدلة والضوابط الشرعية ، والتي تعرف وتؤخذ من خلال الممارسة والتجربة ، فيكذب آراء غيره من الرقاة أو يتهمهم أويشكك في نياتتهم ، ويرى أن تجربته أو إجتهاده يحتمل الخطأ والصواب ورأي أقرانه يحتمل الحق والصواب ، ويقيم على مايراه حقاً الدليل والحجة والممارسة والتجربة المتواترة ، ويلتزم بآداب الخلاف .

🔹الراقي المخلص لا يجرح أو يُشهر أوينال من عرض أحد أقرانه الرقاة أمام المرضى أو في كتاباته وأقواله ، ويتصيد زلاتهم ويتتبع عثراتهم بعرض تشويه صورتهم والتشكيك في نياتهم ، بل ينصح لهم ويوجههم ويصحح مسارهم بالتي هي أحسن بنقدٍ بناءٍ يكون الغرض منه البناء لا الهدم، واللّه ولي الهداية والتوفيق .

كتبه / عارف بن محمد الشميري
مدير مركز الإستشفاء بالقرآن الكريم والرقى الشرعية اليمن – صنعاء

مواضيع قد تعجبك


أترك تعليق