الحساسية المفرطة في الطبع هل لها علاقة بالمرض الروحي | الموقع الرسمي للشيخ سلطان الشهري
الحساسية المفرطة في الطبع هل لها علاقة بالمرض الروحي
  • الخميس, يناير 8th, 2015
حجم الخط

الكاتب / عبدالله الخليفة

الحساسية المفرطة في الطبع هل لها علاقة بالمرض الروحي

تمهيد :
خلق الله عز وجل الإنس والجن و أوجد في كل نفس طبعها وسلوكها ، منها ما هو مكتسب ومنها ما هو فطري فهدى الله الناس عامة لطريق الخير والشر قال تعالى : ( وهديناه النجدين .(فالأصل أن نفوس الناس على خير قال صلى الله عليه وسلم: ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجّسانه ) رواه البخاري ومسلم .وتبقى طريقة المعيشة و السلوك الذي يتربى عليه الإنسان ف ( قد علم كل أناس مشربهم ( فلكل منهم منهله الذي يرتوي منه إن خيرا فخير وإن شرا فشر.ولا شك أن هناك طبائع محمودة وغير محمودة بين الإنس و كذلك الحال حينما يعلمها الجان فيستغلونها لصالحهم
)انظر قاعدة فندق خمس نجوم. * (
فهناك فرق بين مريض روحي متفائل مبستم مشرق الوجه وبين مريض روحي متشائم ينظر للحياة نظرة سوداوية .وقبل الإصابة بالمرض الروحي، نسأل أحيانا عن طبع المريض. فقد يكون بدون مرض روحي أسوأ منه عند تحقق مرضه. وأضرب على ذلك مثالا نسمع كثيرا عن الأزواج الذين يسيئون التعامل مع زوجاتهم ضربا واهانة وقسوة وغلظة قلب وقد يكون هو سليم من المرض الروحي. فتخيل هذا الرجل ابتلاه الله بسحر تفريق هل الحال كما هو عليه الرجل الرحوم العطوف ؟

قبل المرض :
يعلم الجان أن فلانا من الإنس لديه من نقاط الضعف النفسية ما يجعل جسمه مرتعا خصبا لهم فتجده إن ترك تحصينه أو أغفله ناسيا أو متعمدا تجده يعيش الجحيم ويجر الويلات بسبب تخبط الشيطان له.

أثناء المرض :
نعلم جليا أن الغضب الشديد والحزن والفرح والخوف من نواقض التحصين بشرط الإفراط في ذلك فإن أراد العارض السيطرة والتمكن من جسمه باشره بما يغضبه، أو يحزنه وغيره حتى يستقوي ويسيطر عليه وأما هادئ الطباع فلا يتمكن منه المرض الروحي كما الأول.

بعد المرض :
قد يترك المرض الروحي سلوكا سلبيا في نفس المريض وقد يستمر حتى بعد شفائه وبعد تدريب المريض على التفكير الإيجابي والتعايش بسلوك حسن بعيد عن التوتر تجد أنه يستفيد من العلاج الوقائي أكثر وقد لا يعاوده المرض كما الغضوب مثلا.

مثال :
قرأت على مريضة مصابة بمارد وقبل خروج العارض بلحظات غضبت غضبا شديدا وطلبت توقف الرقية وبهذا قدمت للعارض أغلى هدية ، وتكرر الحال مرة أخرى فتركتها ثم رجعت للرقية فقلت لها يجب أن أعالجك من الحساسية المفرطة فهي من أسباب تأخر عافيتك ، فقالت إن استطعت معالجة ذلك فأنت إنسان عظيم نظرا لأنها كانت تنظر لذلك بنظرة المستحيل وبعد قبولها للشدة مني حيث تعمدت ذلك خرج العارض لأنها وصلت لمرحلة أنها لا تكترث لكل شئ كما كانت في السابق حيث كانت أي كلمة تغضبها غضبا شديدا فتأمل كيف كانت ضحية حساسيتها المفرطة.

الخلاصة :
لاشك أن صاحب الطبع الهادئ سوف يساعد المعالج على سرعة شفائه وعدم انتكاسته مجددا ويجب على المعالج أن يسعى لتطوير ذات المريض.

التأصيل الشرعي :
1. قال تعالى : ( إنما ذلكم الشيطان يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُم ْوَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) فالخوف الشديد من الأمور النفسية التي قد تسبب الحساسية أو تنشأ منها وهي من حيل الشيطان

2. و قال تعالى : ( إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (المجادلة:10)

3. وفي الصحيحين عن سليمان بن صرد قال : استبّ رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فجعل أحدهما يغضب ويحمر وجهه ، فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذا عنه : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، فقام إلى الرجل رجل ممن سمع النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أتدري ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آنفا ؟ قال : إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذا عنه : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، فقال له الرجل : أمجنوناً تراني ؟!

4. وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم أنواع الرؤى فذكر منها: ( رؤيا تحزين من الشيطان ). ( البخاري ومسلم). ولاشك أن الشيطان يسعى جاهدا لإحزان المريض في اليقظة والمنام

5. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلا تَعْجَزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ) حديث صحيح رواه مسلم فتأمل كيف أن التفكير بالماضي و التفكير على فوات الشئ أنها من الشيطان ونحن دوما نوجه للتفكير بالمستقبل أكثر من سبر الأغوار بكثرة التحليل والتعليل للماضي

6. عن أبي المليح عن رجل قال : كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فعثرت دابته فقلت : تعس الشيطان فقال : ( لا تقل تعس الشيطان فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت ويقول : بقوتي ولكن قل : باسم الله فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب ) حديث صحيح. فهذا حال القرين فقط فما بالك بما حوى جسده غيره من الجان كمس أو سحر أو عين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* قاعدة (فندق خمس نجوم) :
وهي أن يوفر للمتلبس كل ما يطلبه فلا يعالج نفسه ولا يصلي ويكره من ينصحه ولا يسمي أثناء الكل وربما عاقر الكبائر
فلا شك أنه ترك المتلبس يقضي أفضل أيام حياته ضمن كرامة الله لبني آدم على الإنس

مواضيع قد تعجبك


أترك تعليق