“ساهر” ثم “باشر”‎ | الموقع الرسمي للشيخ سلطان الشهري
“ساهر” ثم “باشر”‎
  • الأحد, يناير 11th, 2015
حجم الخط

الكاتب / سلطان علي الشهري

من أكثر الموضوعات التي أقلقت مضجع السعوديين هو “ساهر”، فقد رأى كثيرون أنه أتى ليستولي على ما بقي من مدخرات المواطن -إن كانت هناك مدخرات- وهو لا يزال يعيش طقوس عصر “الطفرة” التي خيمت على أجيال وألقت بظلالها على هذا الجيل مع أنه انتهى مبكرا بتواضع وترك الجميع في ذهول.
ومع أن “ساهر” في اعتقادي حد من السرعات الجنونية في قيادة السيارات خصوصا فئة الشباب وكذلك قلل من الحوادث القاتلة، إلا أنه يحتاج إلى تقويم مستمر حيث يخرج في صيغة عقاب إذا لم يفلح العلاج -الذي لم نره- فلا يصح أن يكون “ساهر” جباية كما في الدول الرأسمالية بل يجب أن يكون من باب العقاب الرادع.
أيضا: مضاعفة المخالفة بعد فترة السماح وما تناقلته وسائل الإعلام التقليدية والجديدة حول تحريم معظم العلماء لهذه المضاعفة وأنها من المكوس، بينما حاولت الجهة التنفيذية الدفاع والتمويه دون بيان شرعي مؤيد من هيئة كبار العلماء أو الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء.
والخلاصة: إنه برنامج حسن لم يحسن توظيفه، كبرامج قياس القدرات وأخواتها، وإن كنت أرى استمراريته بهذا الشكل أفضل من العدم، مع التأكيد أنه على وزارة الداخلية تقويم البرنامج وتحسين أدائه ومن ثم تحسين صورته الذهنية عند المواطن وتصحيح ما التبس على الناس وتوضيح ما تم تعديله في البرنامج، ولعلي لست من الحالمين.
ثم خرج علينا “باشر” وفي الحقيقة إن اسمه لا يوحي بمضمونه، وقد يكون من باب موضة التسميات المختصرة! وللأمانة ما نشر عن الأستاذ “باشر” يثلج الصدر لأننا نحتاج إلى حث المواطن والمقيم على ربط حزام الأمان وعدم استعمال الجوال أثناء القيادة وكذلك تفعيل باقي المخالفات المرورية.
السؤال هنا حول السيد “باشر”: هل رجل المرور الذي سيقوم بإصدار المخالفات المرورية بالجهاز الحديث هو نفسه الذي كان يعض على شفتيه ويحملق ويرفع حاجبيه ويكن في نفسه أنواع الكلمات في سكوت مريب ولو فتح فمه لسمعت العجب العجاب وكل فنون التوبيخ والاستهجان أثناء إهدائنا المخالفة المرورية الصفراء؟ أم أن التطور التقني سيواكبه تطور بشري من حيث التعامل واللباقة بعد تزويد رجال المرور بدورات في التعامل مع المواطن ومهارات التواصل.
أيضا: لا يمنع وجود بعض العابسين من رجال المرور من تطبيق النظام وتقييمه ومباشرة الحالات الفردية وكما يعاقب المخالف من المواطنين والمقيمين، يجب كذلك معاقبة المتطاولين من رجال المرور حتى يقام العدل بين الناس وتكسب هذه البرامج مؤيدين ومدافعين عنها من رجالات الدولة وكذلك المواطنين.
نتمنى أن يتوقف العقل المدبر -أعني المقلد- للبرامج الجديدة عن استنساخ البرامج الأمريكية والأوروبية إلا بعد نجاح التي قبلها كما وكيفا، وأن تكون البرامج الجديدة نسخا مطورة حيث يسهل تطبيقها في مجتمعنا الذي يختلف عن المجتمعات الغربية والشرقية بتميز في جزيئات وتخلف في جزيئات أخرى وأن تراعى الفروق الفردية والمجتمعية.
الإدارة تحتاج إلى تقويم في كل أنشطتها، وبعض المبادرات تحتاج إلى تحليل الموقف قبل شراء الأقراص المدمجة الجاهزة للتشغيل، وإعادة النظر في التعاقد مع شركات استشارية داخلية أو خارجية وتنفيذ مقترحات جميلة الشكل مريبة النتائج.
نحتاج لخبراء في علم الإدارة وأنواعه وبرامج الجودة فلا يصح أن يكون المواطن وأمواله وخزينة الدولة عينة للتجارب كما حدث في “ملف الاستقدام” و”برامج الابتعاث” وقبلها “الأمن الشامل” كذلك لا يعقل أن يترك بعض المستهترين من المواطنين والمقيمين يعرضون أرواحنا للخطر.
والله أعلم
https://twitter.com/SultanShehri

مواضيع قد تعجبك


أترك تعليق