يعتقد بعض المسؤولين بأن الفشل يمكن أن يجير إلى عدم تعاون القطاعات الأخرى وهذا صحيح ولكن ليس على إطلاقه، كما أنهم يسعون لتصحيح أعمالهم المتردية التي لم ترق لمستوى يمكن تقوميه بعمل تحالفات أو الاستعانة بشركات أخرى لسد الثغرات (الفشل) التي باتت تهدد وجودهم وهذا ما قامت به هيئة الطيران المدني على مرحلتين.
قامت هيئة الطيران في المرحلة الأولى بفتح المجال للشركات المحلية للمنافسة وهذا قرار جيد سيعمل على تحسين الخدمات والأسعار بحكم المنافسة والعرض والطلب، إلا أن أحد الشركتين اللتين نافستا خرجت قبل أن نتعرف عليها جيداً، ولو أردنا أن نبحث في أسباب الخروج فلابد أن نبدأ بكيف حصلت على الرخصة وهل كانت جاهزة للعمل وما مدى الدعم الذي حصلت عليه من هيئة الطيران المدني، أما الأخرى فما زالت تترنح والذي يدعوها للبقاء هو حصة المنافسة من الرحلات الخارجية.
وها نحن نشهد المرحلة الثانية بالاستعانة بالخطوط الخليجية التي لا شك بأنها رغم مستواها المتواضع إلا أنها سوف تكون أفضل من الخطوط السعودية وهنا مربط الفرس والنقطة التي لا يجب تجاوزها إلا بعد أن نطرح السؤال الملح وهو أن الخطوط السعودية قديمة أي من المفترض أنها تملك خبرة وأيضاً يتم دعمها سنوياً من خزينة الدولة بعكس دول العالم التي تمثل خطوطها مصدر دخل ودعم لاقتصادها .. فما بال خطوطنا عكس كل الخطوط العالمية التي تصعد بعدد رحلاتها وجودتها ورضا عملائها ودخل مبيعاتها إلا خطوطنا فكل ذلك في نزول؟
لماذا لا يكون هنالك حلول أخرى للنقل مثل المترو والقطارات بأنواعها على امتداد السعودية طولا وعرضا، والنقل العام أيضاً فهذه الحلول موجود في الدول العظمى والصغرى الغنية منها والفقيرة، بدلاً من انتظار هيئة الطيران المدني بأن تستعين بالسعودي ثم الخليجي، ومن يدري هل يكون هناك خطوط أجنبية بعد الخليجية وهل سنكون تجربة لمن يريد أن يجرب ؟!.
وزارة النقل أحد الوزارات التي تمتلئ بالخمول والكسل بدون مبالغة، والأمر الوحيد الذي تنشط فيه هو توقيع العقود وإصلاح كل ما أنتهى عمره الافتراضي !! وأين هي وزارة الاقتصاد والتخطيط من دعم وزارة النقل بمشاريع ومخططات في عهد الميزانيات الفلكية، حيث لا نر ما يثبت أن هذه الوزارات تعمل بجودةٍ وإخلاص واسألوا شوارعنا والمطبات والحفريات وعدداً متعباً من التحويلات وقد تجيبنا وزارة البلدية أو تحيل الموضوع لوزارة أخرى «حسب التخصص».
نكزة :
كيف حصلت القطرية وطيران الخليج على رخصة الطيران المدني مع أنهما لم يتلقيا شروط التشغيل وخطط الأعمال في المملكة .. ولماذا اعتذر المتحدث الرسمي باسم هيئة الطيران المدني عن الإدلاء بأي تصريحات حول تسلم الشركات الاشتراطات الكاملة .. أم علينا انتظار مغادرتهما قريبا كما فعلت سما ونتوجه بعدها لطيران عالمي كخطوط ليبيريا وسيبيريا .. الخ.
والله أعلم
https://twitter.com/SultanShehri
