ماذا “نحتاج” في هذه “المرحلة”؟ | الموقع الرسمي للشيخ سلطان الشهري
ماذا “نحتاج” في هذه “المرحلة”؟
  • السبت, نوفمبر 30th, 2013
حجم الخط

لنتعرف أولاً على أبرز (سمات) المرحلة التي نخوض غمارها والتي لم تكن موجودة في المراحل السابقة أو وجد بعضها على قدر ضئيل وغير خطير لكنه زاد واستفحل.

من أبرز هذه السمات تغير أهم حليفين هما أمريكا وبريطانيا وتبعهم بعض الدول الأوروبية، وبروز ملامح خارطة طريق خليجية لم تناسب حتى إسرائيل، وإيران التي كانت عدوتهم وعدوتنا أصبحت صديق يحتاج لرفع العقوبات الاقتصادية عنها!، هذا التغير المفاجئ في ولاء الدول الكبرى بين عشية وضحاها يحتم علينا طرح تساؤلات عن السبب والحلول والبدائل الداخلية (نقاط القوة).

كذلك لم نعد في رغد من العيش كما كان قبل عقد أو عقدين من الزمان، ولم يعد الأمان الداخلي والخارجي بنفس المستوى المقبول فقد كثر المتربصون من الداخل والخارج، والتبس على الجميع الناصح من الحاقد، وتغير الخطاب .. بالأمس معنا واليوم ناعق في الداخل وأخر محرض من الخارج.

أيضاً تشكل طبقتين في المجتمع ما بين غنية وفقيرة واختفاء الطبقة المتوسطة بصورة تدريجية ملحوظة، ونتج عن ذلك أمور كثيرة منها تغير في جودة السلع من الناحية الصحية والاقتصادية.

ولا يخفى على من يعمل في سلك التعليم الهبوط الكبير في المستوى المعرفي والثقافي لدى الخريجين في جميع المراحل حتى بعد محاولة استحداث أو تقليد الدول المتقدمة في تطبيق اختبارات القياس والتحصيل العلمي والثقافي، وهذا شر لم يدق ناقوس الخطر في وزارة التعليم للأسف أو هكذا تبدو الصورة.

لذلك “نحتاج” لتغيير بعض الرموز الكرتونية، في الأمارات والوزارات والقطاعات العسكرية حتى على المستويات القيادية لأن ذلك في مصلحة الوطن والمواطن، فبقاء الرموز الغائبة أو المغيبة يجعل القرار في يد آخرين ليسوا بأهل للقيادة واتخاذ القرارات المناسبة.

نحتاج لأن يجدد الساسة سياستهم تجاه أبناء البلد والعدل في الميزان والكيل بمكيال واحد، والأخذ على يد السفيه حتى لا تغرق السفينة بمن فيها صالحها قبل طالحا وخادمها قبل خائنها.

نحتاج لدعم وتمديد تكليف كل وزير منتج ومخلص والانقلاب على كل وزير خامل أو متعال على أبناء وطنه وليس لديه إلا نصح المواطن بترشيد الأنفاق مع أنه لا يطبق ذلك في وزارته وبيته.

نحتاج من المفكرين والمثقفين أن يتحرروا من “التبعية الغربية” التي يعدونها “حرية” إلى محاكاة العلوم الغربية والهمة الشرقية بضوابط إسلامية.

نحتاج في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها الأمة والسعودية خاصة لمن يبحث بأمانة في التفريق بين الحريات الشخصية وبين فراغ قاتل يهدد الشباب رغم أن الأوضاع الاقتصادية والسياسة لم تعد تسمح وتشجع على مزيد من التقليعات والاستهتار.

نحتاج في هذه المرحلة لتضميد جراح الجميع وفك أسر المعتقلين “الأبرياء” ومحاسبة الكبير قبل الصغير، مروراً بالشركات التي ربحت ملايين ومليارات من مشاريع البنية التحتية المتهالكة ومحاسبة من وقع العقود ومن وصى ومن خان، ولكن بمحاكمة عادلة سريعة ليست كمحاكمة المتسببين في سيول جدة.

نحتاج لمشاريع تعليمية داخلية ومشاريع صناعية أولية واستهلاكية فالمال موجود والنفط موجود والمعادن موجودة ولا نفتقد إلا للهمة والعمل الدؤوب والإخلاص.

نحتاج أن نفرق بين الصديق والعدو الحقيقي سواء من أبناء البلد أو من الجيران والحلفاء المزيفين، فبعضهم لو حدث لنا هزه اقتصادية – لا سمح الله – لتخلى عنا بكل عفوية واقتناع.

نحتاج لدعم كل تاجر أمين يؤثر أبناء بلده على أرباحه، ومحاسبة الجشعين من التجار الذين أرهبوا المساهمين ونهبوا الأراضي ورفعوا أسعار العقار وزادوا ديون المقترضين حتى الإعسار، وكل تاجر جملة وتجزئة همه خفض سعر التكلفة ورفع الفائدة، والزيادات والضرائب جيرها باسم المواطن النزية.

نحتاج لإعادة النظر في العلاقات الخارجية فلا نكرر الغلطة مع روسيا كبديل لأمريكا التي قد تعود لنا أو نعود لها، ونشرب من الكأس نفسه ومن مرارة الذل أمر من الأول وأقسى.

نحتاج لغربال وطني ليس من طراز الغربال (الأمريكي) العتيق الذي قد يغرق في أي لحظة فيسحبك لتغرق معه، وقد يطمع فيبحث عن منجم جديد لم ينقب عنه في السابق فيهجرك أو يبيعك أو يتركك ليتصارعك المفترسون والجوارح.

نكزة:

نحتاج لقراءة كل نقد ونصح بعين الأب الحاني لا بعين الرقيب والحسيب .. نحتاج لتفعيل الخامل عديم النفع كثير العويل بدلاً من سحق المخلص وتقعيس المنتج وتهميش الناصح.. نحتاج لتدريب وتطوير السعودي قبل البكاء على السعودة .. نحتاج للتخلص من الأجنبي العالة وإبقاء العامل منهم .. نحتاج لمعالجة هموم المواطن قبل إجباره على ترديد النشيد الوطني وقلبه معلق بين الراتب وبين الديون والمصاريف وأجار المسكن.

والله أعلم

https://twitter.com/SultanShehri

مواضيع قد تعجبك


أترك تعليق