«وحدة الوجود» في حلة العلاج بالطاقة !! | الموقع الرسمي للشيخ سلطان الشهري
«وحدة الوجود» في حلة العلاج بالطاقة !!
  • الأحد, يوليو 6th, 2014
حجم الخط

الكاتب / سلطان علي الشهري

إبليس توعد البشرية بالإغواء منذ أن أخرجه الله تعالى من الجنة وأمهله في هذا العمل حتى قيام الساعة، لذلك لم يبرح اللعين في تزيين الإلحاد والشرك والكفر والمعاصي للناس بكل الطرق وبأساليب عصرية وبتدرج خبيث حتى تنطلي الحيلة على السذج ثم يزيدهم في الضلال المبين، يقول الحق سبحانه “وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا”.

في كل عصر وزمان يخرج علينا فئام من الناس يدّعون العلم والطب ويمزجونه بكل مثير وحديث حتى تقبله العقول وتستطيبه الأنفس، وهو من الكفر والإلحاد بمكان وغالبه سحر وشعوذة ومستنبط من الأديان الشرقية الوثنية القديمة، وفي عصرنا تبناها الغرب فطُعّمت ببعض التعاليم النصرانية واليهودية وأُخرجت بطابع حضاري على شكل “دورات تدريبة تهدف لتناغم كامل بين الجسد والروح والعقل والنفس والكون”! للاستشفاء وجلب الطاقة النافعة وطرد الطاقة السلبية.

في ثنايا هذه الدورات يوجد ترانيم وطقوس لأديان شرقية بوذية وهندوسية وصينية طاوية تبناها أهل الضلال ممن يؤمنون بوحدة الوجود والحلول منذ زمن السلف الصالح وحتى يومنا هذا، وقد فند أحوالهم ورد عليهم الكثير من علماء الأمة كأبن تيمية وقبله ابن عباس وغيرهم، وبنفس الإيمان مع اختلاف التطبيق يقوم المنخدعون والمخادعون من أبناء جلدتنا بتدريب أبناء التوحيد على هذه الشركيات والشعوذة والاستعانة بالجن ببرامج لها أسماء متعددة ومناهج مختلفة. 

من تطبيقاتها في عصرنا هذا العلاج بالطاقة والريكي وحمية الماكروبيوتيك وحمية الآيروفيدا والبرمجة اللغوية العصبية NLP والتشي كونغ واليوجا، ويستخدم كل تطبيق منها أسلوبا إيهاميا في البداية ملوثا بترانيم وطقوس شركية تنطلي على السذج.

بعض هذه التطبيقات لها طقوس خاصة وبعضها تستخدم رموزا وأفعالا مشتركة مثل الشكرات والناديات والزواليات والأجسام السبعة والعناصر الخمسة والين واليانج والطاقة الكونية والتشي والكا والبرانا ومانا ومانترا والعين الثالثة والفونغ شوي والبايوجومتري.

والدليل على أنها طقوس الديانات الشرقية نفسها، بعد أن سميت بأسماء حديثة مثل مرحلة السمو أو النشوة أو الغشوة أو الخلاء أو الفناء وعند الغرب بالتأمل التجاوزي والارتقائي TM، وفي حقيقية الأمر هي لا تعدو عن كونها عقيدة «النرفانا» القديمة التي يصل بها المتدرب لغاية الوجود والاتحاد مع العقل الكلي حيث تتدفق فيه طاقة (الكلي) ويتصف بصفات لا تكون إلا للآلهة – على حد زعم الوثنيين – مثل العلم بأمور المستقبل وأمور من الماضي ويلهم الحكمة .. الخ، وقد ذكر ذلك صلاح راشد في كتابه دليل المستخدم لفن التنويم.

أيضاً من الناشطين في مجال الريكي طلال خياط وفي مجال الطاقة يوسف بدر، فالحذر منهم ومن كل من يقوم بمثل هذه الدورات وإن كان المدرب ظاهره الصلاح فإما أن يكون من المخدوعين أو من المفتونين، ولو قالوا بأن هذه التطبيقات تم أسلمتها بعد استخلاص المفيد وإضافة بعض الآيات وأسماء الله الحسنى، فالأساس باطل وما بني على باطل فهو باطل.

الشيخ صالح الفوزان يقول عنها خرافات وضلالات، والشيخ صالح السحيمي يقول عن البرمجة اللغوية العصبية بأنها يهودية ماسونية ويخشى أن تكون إلحادا وكفرا، وقد صدرت فتوى رسمية من هيئة كبار العلماء بأن العلاج البايوجيومتري باطل لأنه من الإلحاد في أسماء الله وفيه امتهان لها .. وللاستزادة أنصح بقراءة مقالات وكتب الدكتورة فوز كردي أستاذة العقيدة والمذاهب المعاصرة حول المذاهب الفلسفية والإلحادية الروحية وتطبيقاتها المعاصرة.

بقي علينا أن نذكر الهيئات الرسمية ووزارة الشؤون الإسلامية ووحدات مكافحة السحر والشعوذة في هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأهمية الوقوف على مثل هؤلاء في مراكزهم التدريبية ومواقعهم في الانترنت لبيان خطورة أعمالهم ومنعهم من ممارسة هذه الأعمال الباطلة حتى لو اقتضى الأمر الردع بالعقاب والنفي إذا لم يثمر النصح.

والله أعلم

https://twitter.com/SultanShehri

 

مواضيع قد تعجبك


أترك تعليق